(( جمهورية الفوضى المستقلة ))
قررت اليوم أن أغسل سيارتي.
وبينما توجّهت نحو السيارة، لاحظتُ أن على الطاولة رسائل البريد الوارد.
فقلت: أقرأ البريد أولاً قبل غسل السيارة.
وضعتُ مفاتيح السيارة في مكانٍ ما ورحت أقرأ البريد.
احتوى البريد على فواتير الكهرباء والتليفون وغيرها،
فحملتها بيدي عازمًا أن أقوم قبل كل شيء بدفعها،
وألقيتُ بباقي توافهِ البريد في سلة المهملات.
لكن سلة المهملات بدت لي ممتلئة وبحاجة للتفريغ،
فقررتُ أن أقوم بإفراغ سلة المهملات أولاً.
في طريقي لإفراغ السلة، لاحظتُ على الطاولة زجاجة العصير التي كنت بدأت أشربها،
فقلت: أكمل أولاً إفراغ زجاجة العصير لئلا يقلبها أحد فتلطخ الطاولة...
لكن حين لمست الزجاجة تبيّن أنها فقدت برودتها،
فقرّرت أن أعيدها أولاً إلى الثلاجة.
في طريقي إلى المطبخ، لاحظتُ رزمة الصحف التي تصفَّحتُها
صباحًا مبعثرة على الأريكة، فقلت: لا بدَّ من جمعها وترتيبها.
وضعتُ زجاجة العصير على المنضدة، ورحت أجمع الصحف المبعثرة،
فعثرتُ على نظارات القراءة التي كنت أبحث عنها منذ الصباح.
قلت: آخذ النظارات إلى مكتبي، ولكن بعد أن أتمّ جمع الصُّحُف.
وضعتُ النظارات جانبًا، فبَدا أمامي منظر الزهور ذابلاً وجافًا.. لا بدَّ أن أسقي الزهور فورًا!
دخلتُ المطبخ وملأت وعاءً بالماء، وهنا رأيت جهاز
التحكم الخاص بالتلفاز... لقد نسيه أحدهم في المطبخ!
قلت: الليلة حين نريد مشاهدة التلفاز لن نجد جهاز التحكم...
فيجب قبل كل شيء أن أعيده لغرفة الجلوس، ولكن سأسقي الزهور أولاً.
وأثناء توجهي نحو الزهور اندلق بعض الماء على
الأرض... فلا بدَّ من مسح الأرض أولاً!
وضعت جهاز التحكم جانبًا، ورحت أبحث عن ممسحة ...
وبعد أن قمت بالمسح والتجفيف، حاولتُ أن استذكر ما كان علي أن أعمل...!
حصـــــيلة النـــهار:
- لم يتم غسل السيارة.
- لم يتم دفع الفواتير.
- زجاجة العصير الدافئة ما زالت هناك في الزاوية.
- الصحف ما زالت مبعثرة.
- الزهور ما زالت عطشى.
- سلة المهملات ممتلئة.
- لا أعلم أين وضعتُ نظاراتي، ولا أجد جهاز التحكم بالتلفاز.
- كما لا أدري ماذا فعلت بمفاتيح السيارة.
- لا أستطيع أن أفهم لماذا بقيَتْ كل هذه الأمور غيرَ مُنجزة،
- مع أني كنتُ مشغولاً ومنهمكًا طوال النهار... وقد تعبت.
الي حابب قولو انو ... مشاعرنا ... وحياتنا.... وأفكارنا .... صارت متل هالفوضى الفوضوية
يعني بالمشرمحي ... فلافل ... وبهارات ....
لا تزعلوا من كلامي ... بس هادا الواقع ... الواقع في متاهات الفوضى الفوضوية
و بحب قول للكل ... انتبهوا يا شباب من الدخول في متاهات الفوضى
اعرف نفسك ... ثم حدد هدفك ... وابتعد عن السطحيات في كل الأمور
فلن تملك في النهاية سوى عقلك ونفسك .... ومحبة الله