إبراهيم اليازجي
المراجعة الحالية (غير مراجعة)See also: ابراهيم اليازجي
إبراهيم اليازجي إبراهيم بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط اليازجي (2 مارس 1847 - 1906) هو لغوي وناقد وأديب لبناني ولد في بيروت في بيت علم وابيه هو الشاعر اللبناني المعروف ناصيف اليازجي.
يعتبر إبراهيم اليازجي من رواد النهضة باللغة العربية بعد قرون من التدهور اذ تم تلقى تعليم ممتاز منذ نعومة اظفاره اهله لان يناقش اساتذة كبار في اللغة والشعر ومن ذلك ما اوردته الصحف ولفت اليه الانظار حين قام بنقاش الشدياق حول انتقاد الشدياق لبعض الابيات التي وردت في ديوان ابيه وعلى ما يبدو ان هذه المناظرة قد اثرت فيه اذ كان حين ذاك في الثالثة والعشرين من عمرة فحفزته للتعمق في الدراسات الادبية واللغوية وجاءت دعوة الاباء اليسوعيين للشيخ إبراهيم ليعرب الكتاب المقدس فدرس السريانية والعبرية واكب على هذا العمل حتى استطاع تعريب الكتاب المقدس بلغة عربية بليغة وواضحة
عالم بالأدب واللغة أصل أسرته من حمص ، وهاجر أحد أجداده إلى لبنان، ولد ونشأ في بيروت، وقرأ الأدب على أبيه. وتولى تحرير جريدة النجاح سنة 1872 م ، وانتدبه المرسلون اليسوعيون للاشتغال في إصلاح ترجمة الأسفار المقدسة وكتب أخرى لهم فقضى في هذا العمل تسع أعوام.
وتعلم العبرية والسريانية والفرنسية وتبحر في علم الفلك وسافر إلى أوروبا واستقر في مصر، فأصدر مجلة البيان مشتركاً مع الدكتور بشارة زلزل فعاشت سنة ثم مجلة الضياء شهرية فعاشت ثمانية أعوام وكان من الطراز الول في كتاب عصره وخدم العربية باصطناع حروف الطباعة فيها ببيروت وكانت الحروف المستعملة حروف المغرب والأستانة وانتقى الكثير من الكلمات العربية لما حدثت من المخترعات ونظم الشعر الجيد ثم تركه. ومما امتاز به جودة الخط وإجادة الرسم والنقش والحفر. وكان رزقه من شق قلمه فعاش فقيراً غني القلب أبي النفس ومات في القاهرة ثم نقل إلى بيروت ودفن فيها. تولى كتابة (مجلة الطبيب) وألف كتاب (نجعة الرائد في المترادف والمتوارد) جزآن ومازال الثالث مخطوطاً. وله (ديوان شعر-ط) و (الفرائد الحسان من تلائد اللسان-خ) معجم في اللغة.
تخرج إبراهيم اليازجي في مبادئ اللغة على أبيه، ثم قرأ على نفسه، فنال بجده وذكائه الغاية البعيدة، ونظم الشعر في ريعان الشباب وكان يوليه من الإتقان والعناية ما يولي كل أعماله فجاء شعره برهاناً على الإبداع وعلى أنه ورث الخيال عن أبيه، فرق أدبه وصفا خاطره وتطايرت شهرته في جودة النظم فاحتكم إليه فريق كبير من الأدباء وورد عليه من رسائل الشعراء الشيء الكثير حتى أصبح مجلسه لا يخلو من بحث شعري أو أدبي، غير أنه رأى في ذلك ما يشغله عن سواه، فهجر النظم وعكف على المطالعة ودرس الفقه الحنفي على المرحوم الشيخ محي الدين اليافي أحد مشاهير الأئمة في ذلك الحين، فنال منه حظاً وافراً.
تناول اليازجي القومية العربية وعمل في سبيل إحيائها وإذكائها في قلوب النشء، وكان يرمي إلى أن يرى البلاد العربية متمتعة باستقلال تام عن الدولة العثمانية، ومما يدل على ذلك انخراطه في سلك الجمعية العلمية السورية التي أنشأت في بيروت سنة 1868 فكانت تتلى في اجتماعاتها قصائد عامرة ومقاطع شعرية مثيرة تتحدث بأمجاد العرب، أشهرها القصيدة التي أنشأها اليازجي والتي تجاوب صداها في البلاد العربية عامة... قال في مطلعها:
تنبهوا واســتفيقوا أيها العرب فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب
في سنة 1872 عُهد إليه تحرير جريدة (النجاح) فكتب فيها مقالات رائعة وبحوث مفيدة أظهرت من اقتداره ما بعدت معه شهرته، وعندما عمد الآباء اليسوعيون إلى ترجمة الكتاب المقدس استعانوا باليازجي وفوضوا إليه تنقيح العبارة من حيث الإنشاء والسبك وانتخاب الألفاظ للمعنى المراد، فكان ذلك سبباً في دراسته اللغة العبرية والسريانية ليلبس عبارة الترجمة المعنى الأصيل بصدق وأمانة، فصرف في ذلك الكتاب نحو تسع سنوات حتى أخرجه بحلة أنيقة على أفضل ما يرجى بلاغة وصوغاً وفصاحة مفردات.
بعد أن فرغ اليازجي من تنقيح الكتاب المقدس، انصرف إلى تدريس اللغة العربية وآدابها في المدرسة البطريركية للروم الكاثوليك في بيروت، وفي هذه الأثناء اختصر ونقح كتب أبيه الشيخ ناصيف، حيث كان مفاخراً بأدبه وعلمه، يؤلمه أن ينال أحد منه، فقد نظر في كتبه وأصلح الخطأ منها وقال أنه اختصرها، وقام على شرح ديوان أبي الطيب المتنبي ونسبه إلى أبيه لأنه كان قد بدأه.
في عام 1884، اتفق مع الدكتور بشارة زلزل والدكتور خليل سعادة فأصدروا مجلة (الطبيب) فنشر فيها مترجما المقالات اللغوية والأدبية مما أثبت علو كعبه في صناعة التحرير، ولم يطل زمن الاتفاق أكثر من عام واحد. وآنست مبادئ (الماسونية) قلبه فانخرط في سلك أعضائها وأعجب الناس بجرأته الأدبية ونزوعه إلى المبادئ الحرة والأخذ بكل جديد عن عقل وفهم وإدراك.
كان اليازجي كلما أرهقه تعب الكتابة والتأليف مال إلى الراحة وصرف أوقات فراغه في الرسم والحفر والموسيقى، وقيل أنه كان دون الرابعة عشرة من عمره حين وضع أول تقويم عربي. وكان له بسطة علم وقدم راسخة في اللغة. وكان عارفاً بموارد الكلام ومصادره، وبصيراً بجيده وسفسافه، طويل النفس في بحوثه اللغوية، بعيد غور الحجة.
ولما لم يجد اليازجي مجالاً لأفكاره وآرائه الحرة في لبنان، تركه وتوجه إلى مصر حيث الآداب العربية وحرية الأقلام تنشد كاتباً مثله. وفي عام 1897 أصدر بالاشتراك مع الدكتور بشارة زلزل مجلة (البيان) وأعد لها الآلات اللازمة يوم تعريجه على أوروبا، فجاءت المجلة والمطبعة مثالاً للإتقان، وما لبثت المجلة أن احتجبت وافترق الشريكان.
وفي سنة 1898 استقل الشيخ إبراهيم بإنشاء مجلة (الضياء) التي اشتهرت بفصاحة العبارة ومتانة الأسلوب، وبقي يصدرها مدة ثمانية أعوام عندما حال الداء دون متابعة الكتابة... وفاضت روحه في القاهرة في مصر سنة 1906 ونقل رفاته إلى بيروت وأودع جدث الرحمة في محلة الزيتونة في مقبرة الروم الكاثوليك.
خدم اليازجي العربية باصطناع حروف الطباعة فيها ببيروت وكانت الحروف المستعملة حروف المغرب والأستانة، وانتقى كثيراً من الكلمات العربية لما حدث من المخترعات.
بجانب الأبحاث والمقالات العلمية التي كتبها في المجلات خاصة مجلته الضياء، وانتشرت له شهرة واسعة في طول البلاد وعرضها، واتصلت شهرته ببلاد الغرب فمنحه الملك أوسكار ملك أسوج ونروج وسام العلوم والفنون، وعُين عضواً في الجمعية الفلكية في باريس وأنفرس والسلفادرور، وله مباحثات شهيرة مع الفلكي الفرنسي المشهور فلاماريون، وطُبع ماعرضه على الجمعية الفلكية في باريس في مجلة أعمالها وفي مجلة (الكوزمس) الشهيرة.
قال الشيخ مصطفى لطفي المنفلوطي في إبراهيم اليازجي: (هو أكبر عالم لغوي في العصر الحاضر واتفق له مالا يتيسر إلا القليل من اللغويين من قوة البيان وبراعة الإنشاء، فهو فخر سوريا خاصة والعرب عامة، ولو أن الله أبقاه للغة العربية لنالت فوق ما نالت على يده خيراً كثيراً).
قدرت الجالية اللبنانية والسورية في البرازيل قدر الشيخ إبراهيم اليازجي، فأقرت أن تجمع مبلغاً من المال تبذله في سبيل إقامة تمثال من البرونز له في بيروت، فأتمت ما ارتأت عام 1924، ورأت بلدية بيروت أن خير مكان لإقامة ذلك النصب هو الطريق التي كان يسلكها الشيخ في حياته، الطريق المؤدية من البرج إلى الكلية البطريركية حيث كان يعلم.
وفي سنة 1956 نقل تمثاله إلى قصر اليونسكو في بيروت بحفلة اشتركت فيها الحكومة اللبنانية وجمهرة من كبار الأدباء والشعراء تخليداً لذكراه وأدبه وعلمه.
من آثار إبراهيم اليازجي:
ـ كتب مقالات رائعة وبحوث مفيدة في جريدة النجاح، ومجلة الطبيب، البيان، الضياء.
ـ (العرف الطيب في شرح ديوان أبي الطيب )، كان قد بدأ والده به، فأتمه اليازجي.
ـ اختصر كتابي والده (نار القرى في شرح جوف الفرا) في النحو، (الجمانة في شرح الخزانة) في الصرف.
ـ اختصر كتاب (الجوهر الفرد) وشرحه بكتاب سماه (مطالع السعد لمطالع الجوهر الفرد).
ـ له تنقيح الكتاب المقدس للآباء اليسوعيين.
ـ تنقيح (تاريخ بابل وآشور) لجميل نخلة المدور.
ـ تنقيح (كتاب عقود الدرر في شرح شواهد المختصر) لشاهين عطية.
ـ تنقيح (دليل الهائم في صناعة الناثر والناظم) جمعه شاكر البتلوني وبوبه بأسلوب مدرسي.
ـ تنقيح (نفح الأزهار في منتخبات الأشعار) جمعه شاكر البتلوني بإرشاده.
ـ ألف كتاب (نجعة الرائد وشرعة الوارد في المترادف والمتوارد) في ألفاظ اللغة العربية وتراكيبها.
ـ ألف كتاب (الفرائد الحسان من قلائد اللسان) لا يزال مخطوطاً.
ـ ديوان شعر أسماه (العقد) بعض رسائله المكتوبة بخطه الفارسي الجميل معظمها محفور على الزنك وبعضها بحروف مطبعية.
ـ له كتاب (شرح المقامة البدوية) من كتاب مجمع البحرين.
ـ كتاب (تنبيهات اليازجي على محيط البستاني).
ـ كتاب (تنبيهات على لغة الجرائد).
المراجعة الحالية (غير مراجعة)See also: ابراهيم اليازجي
إبراهيم اليازجي إبراهيم بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط اليازجي (2 مارس 1847 - 1906) هو لغوي وناقد وأديب لبناني ولد في بيروت في بيت علم وابيه هو الشاعر اللبناني المعروف ناصيف اليازجي.
يعتبر إبراهيم اليازجي من رواد النهضة باللغة العربية بعد قرون من التدهور اذ تم تلقى تعليم ممتاز منذ نعومة اظفاره اهله لان يناقش اساتذة كبار في اللغة والشعر ومن ذلك ما اوردته الصحف ولفت اليه الانظار حين قام بنقاش الشدياق حول انتقاد الشدياق لبعض الابيات التي وردت في ديوان ابيه وعلى ما يبدو ان هذه المناظرة قد اثرت فيه اذ كان حين ذاك في الثالثة والعشرين من عمرة فحفزته للتعمق في الدراسات الادبية واللغوية وجاءت دعوة الاباء اليسوعيين للشيخ إبراهيم ليعرب الكتاب المقدس فدرس السريانية والعبرية واكب على هذا العمل حتى استطاع تعريب الكتاب المقدس بلغة عربية بليغة وواضحة
عالم بالأدب واللغة أصل أسرته من حمص ، وهاجر أحد أجداده إلى لبنان، ولد ونشأ في بيروت، وقرأ الأدب على أبيه. وتولى تحرير جريدة النجاح سنة 1872 م ، وانتدبه المرسلون اليسوعيون للاشتغال في إصلاح ترجمة الأسفار المقدسة وكتب أخرى لهم فقضى في هذا العمل تسع أعوام.
وتعلم العبرية والسريانية والفرنسية وتبحر في علم الفلك وسافر إلى أوروبا واستقر في مصر، فأصدر مجلة البيان مشتركاً مع الدكتور بشارة زلزل فعاشت سنة ثم مجلة الضياء شهرية فعاشت ثمانية أعوام وكان من الطراز الول في كتاب عصره وخدم العربية باصطناع حروف الطباعة فيها ببيروت وكانت الحروف المستعملة حروف المغرب والأستانة وانتقى الكثير من الكلمات العربية لما حدثت من المخترعات ونظم الشعر الجيد ثم تركه. ومما امتاز به جودة الخط وإجادة الرسم والنقش والحفر. وكان رزقه من شق قلمه فعاش فقيراً غني القلب أبي النفس ومات في القاهرة ثم نقل إلى بيروت ودفن فيها. تولى كتابة (مجلة الطبيب) وألف كتاب (نجعة الرائد في المترادف والمتوارد) جزآن ومازال الثالث مخطوطاً. وله (ديوان شعر-ط) و (الفرائد الحسان من تلائد اللسان-خ) معجم في اللغة.
تخرج إبراهيم اليازجي في مبادئ اللغة على أبيه، ثم قرأ على نفسه، فنال بجده وذكائه الغاية البعيدة، ونظم الشعر في ريعان الشباب وكان يوليه من الإتقان والعناية ما يولي كل أعماله فجاء شعره برهاناً على الإبداع وعلى أنه ورث الخيال عن أبيه، فرق أدبه وصفا خاطره وتطايرت شهرته في جودة النظم فاحتكم إليه فريق كبير من الأدباء وورد عليه من رسائل الشعراء الشيء الكثير حتى أصبح مجلسه لا يخلو من بحث شعري أو أدبي، غير أنه رأى في ذلك ما يشغله عن سواه، فهجر النظم وعكف على المطالعة ودرس الفقه الحنفي على المرحوم الشيخ محي الدين اليافي أحد مشاهير الأئمة في ذلك الحين، فنال منه حظاً وافراً.
تناول اليازجي القومية العربية وعمل في سبيل إحيائها وإذكائها في قلوب النشء، وكان يرمي إلى أن يرى البلاد العربية متمتعة باستقلال تام عن الدولة العثمانية، ومما يدل على ذلك انخراطه في سلك الجمعية العلمية السورية التي أنشأت في بيروت سنة 1868 فكانت تتلى في اجتماعاتها قصائد عامرة ومقاطع شعرية مثيرة تتحدث بأمجاد العرب، أشهرها القصيدة التي أنشأها اليازجي والتي تجاوب صداها في البلاد العربية عامة... قال في مطلعها:
تنبهوا واســتفيقوا أيها العرب فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب
في سنة 1872 عُهد إليه تحرير جريدة (النجاح) فكتب فيها مقالات رائعة وبحوث مفيدة أظهرت من اقتداره ما بعدت معه شهرته، وعندما عمد الآباء اليسوعيون إلى ترجمة الكتاب المقدس استعانوا باليازجي وفوضوا إليه تنقيح العبارة من حيث الإنشاء والسبك وانتخاب الألفاظ للمعنى المراد، فكان ذلك سبباً في دراسته اللغة العبرية والسريانية ليلبس عبارة الترجمة المعنى الأصيل بصدق وأمانة، فصرف في ذلك الكتاب نحو تسع سنوات حتى أخرجه بحلة أنيقة على أفضل ما يرجى بلاغة وصوغاً وفصاحة مفردات.
بعد أن فرغ اليازجي من تنقيح الكتاب المقدس، انصرف إلى تدريس اللغة العربية وآدابها في المدرسة البطريركية للروم الكاثوليك في بيروت، وفي هذه الأثناء اختصر ونقح كتب أبيه الشيخ ناصيف، حيث كان مفاخراً بأدبه وعلمه، يؤلمه أن ينال أحد منه، فقد نظر في كتبه وأصلح الخطأ منها وقال أنه اختصرها، وقام على شرح ديوان أبي الطيب المتنبي ونسبه إلى أبيه لأنه كان قد بدأه.
في عام 1884، اتفق مع الدكتور بشارة زلزل والدكتور خليل سعادة فأصدروا مجلة (الطبيب) فنشر فيها مترجما المقالات اللغوية والأدبية مما أثبت علو كعبه في صناعة التحرير، ولم يطل زمن الاتفاق أكثر من عام واحد. وآنست مبادئ (الماسونية) قلبه فانخرط في سلك أعضائها وأعجب الناس بجرأته الأدبية ونزوعه إلى المبادئ الحرة والأخذ بكل جديد عن عقل وفهم وإدراك.
كان اليازجي كلما أرهقه تعب الكتابة والتأليف مال إلى الراحة وصرف أوقات فراغه في الرسم والحفر والموسيقى، وقيل أنه كان دون الرابعة عشرة من عمره حين وضع أول تقويم عربي. وكان له بسطة علم وقدم راسخة في اللغة. وكان عارفاً بموارد الكلام ومصادره، وبصيراً بجيده وسفسافه، طويل النفس في بحوثه اللغوية، بعيد غور الحجة.
ولما لم يجد اليازجي مجالاً لأفكاره وآرائه الحرة في لبنان، تركه وتوجه إلى مصر حيث الآداب العربية وحرية الأقلام تنشد كاتباً مثله. وفي عام 1897 أصدر بالاشتراك مع الدكتور بشارة زلزل مجلة (البيان) وأعد لها الآلات اللازمة يوم تعريجه على أوروبا، فجاءت المجلة والمطبعة مثالاً للإتقان، وما لبثت المجلة أن احتجبت وافترق الشريكان.
وفي سنة 1898 استقل الشيخ إبراهيم بإنشاء مجلة (الضياء) التي اشتهرت بفصاحة العبارة ومتانة الأسلوب، وبقي يصدرها مدة ثمانية أعوام عندما حال الداء دون متابعة الكتابة... وفاضت روحه في القاهرة في مصر سنة 1906 ونقل رفاته إلى بيروت وأودع جدث الرحمة في محلة الزيتونة في مقبرة الروم الكاثوليك.
خدم اليازجي العربية باصطناع حروف الطباعة فيها ببيروت وكانت الحروف المستعملة حروف المغرب والأستانة، وانتقى كثيراً من الكلمات العربية لما حدث من المخترعات.
بجانب الأبحاث والمقالات العلمية التي كتبها في المجلات خاصة مجلته الضياء، وانتشرت له شهرة واسعة في طول البلاد وعرضها، واتصلت شهرته ببلاد الغرب فمنحه الملك أوسكار ملك أسوج ونروج وسام العلوم والفنون، وعُين عضواً في الجمعية الفلكية في باريس وأنفرس والسلفادرور، وله مباحثات شهيرة مع الفلكي الفرنسي المشهور فلاماريون، وطُبع ماعرضه على الجمعية الفلكية في باريس في مجلة أعمالها وفي مجلة (الكوزمس) الشهيرة.
قال الشيخ مصطفى لطفي المنفلوطي في إبراهيم اليازجي: (هو أكبر عالم لغوي في العصر الحاضر واتفق له مالا يتيسر إلا القليل من اللغويين من قوة البيان وبراعة الإنشاء، فهو فخر سوريا خاصة والعرب عامة، ولو أن الله أبقاه للغة العربية لنالت فوق ما نالت على يده خيراً كثيراً).
قدرت الجالية اللبنانية والسورية في البرازيل قدر الشيخ إبراهيم اليازجي، فأقرت أن تجمع مبلغاً من المال تبذله في سبيل إقامة تمثال من البرونز له في بيروت، فأتمت ما ارتأت عام 1924، ورأت بلدية بيروت أن خير مكان لإقامة ذلك النصب هو الطريق التي كان يسلكها الشيخ في حياته، الطريق المؤدية من البرج إلى الكلية البطريركية حيث كان يعلم.
وفي سنة 1956 نقل تمثاله إلى قصر اليونسكو في بيروت بحفلة اشتركت فيها الحكومة اللبنانية وجمهرة من كبار الأدباء والشعراء تخليداً لذكراه وأدبه وعلمه.
من آثار إبراهيم اليازجي:
ـ كتب مقالات رائعة وبحوث مفيدة في جريدة النجاح، ومجلة الطبيب، البيان، الضياء.
ـ (العرف الطيب في شرح ديوان أبي الطيب )، كان قد بدأ والده به، فأتمه اليازجي.
ـ اختصر كتابي والده (نار القرى في شرح جوف الفرا) في النحو، (الجمانة في شرح الخزانة) في الصرف.
ـ اختصر كتاب (الجوهر الفرد) وشرحه بكتاب سماه (مطالع السعد لمطالع الجوهر الفرد).
ـ له تنقيح الكتاب المقدس للآباء اليسوعيين.
ـ تنقيح (تاريخ بابل وآشور) لجميل نخلة المدور.
ـ تنقيح (كتاب عقود الدرر في شرح شواهد المختصر) لشاهين عطية.
ـ تنقيح (دليل الهائم في صناعة الناثر والناظم) جمعه شاكر البتلوني وبوبه بأسلوب مدرسي.
ـ تنقيح (نفح الأزهار في منتخبات الأشعار) جمعه شاكر البتلوني بإرشاده.
ـ ألف كتاب (نجعة الرائد وشرعة الوارد في المترادف والمتوارد) في ألفاظ اللغة العربية وتراكيبها.
ـ ألف كتاب (الفرائد الحسان من قلائد اللسان) لا يزال مخطوطاً.
ـ ديوان شعر أسماه (العقد) بعض رسائله المكتوبة بخطه الفارسي الجميل معظمها محفور على الزنك وبعضها بحروف مطبعية.
ـ له كتاب (شرح المقامة البدوية) من كتاب مجمع البحرين.
ـ كتاب (تنبيهات اليازجي على محيط البستاني).
ـ كتاب (تنبيهات على لغة الجرائد).