عاني عدة مدن وقرى في محافظة ادلب من شح في ضخ المياه لخزاناتها ، بعضها لم تصلها المياه منذ شهور ، والبعض الآخر منذ سنين يعتمدون على الصهاريج المتنقلة .
مشكلة حلها موجود لدى المعنيين ولكن التأخر في التنفيذ كان سيد الموقف ...
عكس السير يفتح ملف مشاكل المياه في ادلب .. معاناة ورسائل بالعشرات من مواطنين ، و" بنك " من الوعود ينتظرها هؤلاء إلى أن يبصر مشروع عين الزرقا النور .
قرية كفرلاتة منطقة سياحية ولكن ..
وقال عدد من الموطنين وأصحاب المطاعم في جبل الأربعين لعكس السير " لا تصلنا المياه إلا ساعات معدودة وأحيانا تنقطع المياه لأيام ، وجبل الأربعين يعتبر من أكثر المقاصد السياحية زيارة في ادلب".
وقال ناصر عيد المساعد الفني في مجلس قرية كفرلاتة " معاناة المياه في قريتنا منذ سنتين ، وفي كل مرة نسمع وعود من الشركة العامة للمياه في ادلب إن الحل قريب ، هناك الحي الجنوبي في القرية لم تصله المياه منذ ثلاثة أشهر والقرية تشرب من مياه الصهاريج ".
وأضاف " المضحك المبكي في الموضوع أن فاتورة المياه تأتيني دائماً مرتفعة ، على الرغم من كونها مقطوعة !! ".
وقال المواطن خالد سائق سيارة على خط اريحا – كفرلاتة لعكس السير " في كل ثلاثة أيام أقوم بتعبئة خزان مياه المنزل من الصهريج بمبلغ 400 ل.س وأحيانا يستغلنا أصحاب الصهاريج من شدة الحاجة ويرفعون السعر لـ500 ل.س ولكننا مضطرين ولا أحد يرد على شكاوينا المستمرة ".
وأكد عماد فرحات رئيس مجلس قرية كفرلاتة لعكس السير " المعاناة قديمة ولكن هناك بنك من الوعود من المؤسسة العامة للمياه بحل مشكلتنا و مازلنا ننتظر ، وكان الوعد مؤخرا هو دعم القرية بصهريج يومي من المياه ولكن هذا لا يكفي " .
وأضاف " كنا سابقا نشتري المياه من القرية المجاورة ( قرية منطف ) التي كانت تحتوي على آبار مياه ، ولكن مديرية الري منعتهم من البيع ، ( لا ببرحمونا ولا بيخلوا رحمة الله تنزل ) " . وذلك على حد تعبيره .
وبين فرحات أن 7000 مواطن في القرية يعانون انقطاع المياه مع العلم أن القرية موصوفة على أنها سياحية !!.
سراقب و أرمناز و " ضيعة ضايعة " ..
ولمدينة سراقب نصيب من الانقطاع المتكرر للمياه وخاصة في شهر رمضان ، وقال المواطن أبو علاء جمعة لعكس السير " قضينا أكثر من عشرين والمياه مقطوعة ، حتى أننا أصبحنا نلجأ إلى المساجد لتعبئة مياه للشرب " .
و بالقرب من قرية أرمناز ، تقع قرية صغيرة تدعى " مزرعة البريج " وهي قرية صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها 500 نسمة ، تمتلك كل مقومات الطبيعة الجميلة ، و على الرغم انتهاء مشروع خزان المياه فيها ، تعيش عطشى منذ أكثر من سنتين !!.
وقال عبدالله حاج مرعي أحد أبناء القرية " نعيش منذ سنوات طويلة على مياه الصهريج ، وكل أربعة أيام نقوم بتعبئة خزاناتنا بـ400 ل.س ، وطالبنا أكثر من مرة بتشغيل الخزان ولكن أحداً لم يرد علينا ".
كفرنبل " بالقطّارة " و قرى المعرة تكاد لا تراها
و كفرنبل التي تقع 10 كيلو متر غرب معر النعمان لها نصيب من الإنقطاع المتكرر والمستمر للمياه .
وقال أبو عصام من أهالي الحي الشرفي في كفر نبل لعكس السير " المياه تأتي متقطعة أربع ساعات وأحيانا ساعتين في اليوم وأحيانا لا تأتي أبدا " .
ولدى استفسار أهالي كفرنبل عن أسباب الانقطاع المتكرر للمياه بين أبو عصام " إن المؤسسة قالت إن نبع اللج الذي تستفيد منه كفرنبل وجبل الزاوية يعاني من الشح ".
و ناحية سنجار التي تقع شرق معرة النعمان تعيش كمثيلها من القرى على الوعود بحل مشكلتها في الانقطاع المتكرر للمياه ، يضاف إليها عدة قرى منها " صريع، وتل العمارة وغيرها " ، وقرى صعب علينا الوصول إليها مثل " برتقالة ، فحيل جلاس ".
و قال عدد من سكان قريتي " صريع و تل العمارة " في شكاو هاتفية لعكس السير " أليس من المعيب أن نعاني من شح في المياه وباقي المناطق تنعم بها ، لقد شحت جيوبنا لكثرة ما صرفناه من أموال ثمنا لمياه غير صالحة للشرب ولا نعرف مصدرها ولكننا مضطرين" .
وعلم عكس السير إنه في اجتماع لمحافظ ادلب مع رؤوساء مجالس البلدان طالبوا فيها بضرورة تأمين مياه الشرب لعدد كبير من القرى التي تعاني شحا بالمياه .
إحصاءات رسمية : أكثر من 30% من مياه ادلب مهدورة
وفي إحصائية للمؤسسة العامة لمياه الشرب في ادلب نشرت في إحدى الصحف الرسمية أشارت إلى معدل الاستهلاك اليومي للفرد الواحد في محافظة ادلب من مياه الشرب نحو 71 لتراً ، وذلك نتيجة غياب الوعي المستهلك بأهمية ترشيد استخدامات المياه.
وبينت الإحصائيات إلى أن معدل الاستهلاك الفعلي من مياه الشرب التي تم استهلاكها فعلاً في الفترة من عام 2005 إلى 2010 بلغ نحو 208,624,000 أمتار مكعبة من المياه.
وأكدت أن نسبة الهدر وصلت إلى 30.5% في مختلف مشاريع المياه التابعة للمؤسسة في عموم مدن المحافظة .
مشروع عين الزرقا أربع سنوات من التأخير .. فهل سيبصر النور ؟
مشروع مياه عين الزرقا بمحافظة ادلب تأخر حوالي أربع سنوات بسبب نكول الشركة التايوانية عن إتمام المشروع الذي كان مخططا الانتهاء منه في نهاية العام 2006 .
وتعاقدت وزارة الإسكان و التعمير من جديد مع شركة فرنسية لإتمام المشروع ، ومن المتوقع الانتهاء منه مع نهاية العام 2010 حسب مصادر مسؤولة بمديرية المياه في وزارة الإسكان .
ويستفيد من هذا المشروع حوالي 70 % من أهالي محافظة ادلب ، ويعتبر نبع عين الزرقا مصدرا للمياه .
وتقدر كلفة المشروع الإجمالية أربعة مليارات ليرة سورية ويتكون المشروع عين الزرقا من مأخذ مائي وثلاث محطات ضخ رئيسية إضافة إلى ثلاث محطات ضخ فرعية وخمس خزانات رئيسية هي خزان العبور في موقع "مريمين" بسعة/5000 / متر مكعب وخزان التوازن في موقع "تب عبس" بسعة /25/ ألف متر مكعب وخزان في موقع "مرتين" بسعة/25/ ألف متر مكعب وخزاني "سلقين" و "معرة النعمان" سعة كل منهما /5000 / متر مكعب .
وكذلك خطوط من قساطل الفونت المرن بطول /168/ كم بأقطار من /200/ وحتى /1200/ مم وتجهيزات ميكانيكية وكهربائية.
ويتم تنفيذ المشروع بموجب عدة عقود مع شركات قطاع عام ومع شركات خاصة، وجميع الأعمال المذكورة أعلاه منتهي تنفيذها باستثناء تنفيذ خطوط الضخ .
وفي النهاية لابد أن نذكر الجهات المعنية بالموضوع حسب ما أورده معظم المواطنين الذين التقى بهم عكس السير خلال إعداد هذا التحقيق هو إعادة النظر بفواتير المياه التي يدفعها أهالي قرى لم تصلهم المياه منذ شهور وبأرقام مرتفعة .
