أمي الحبيبة
الكلام خيانة للقلب ,وليتني أستطيع التعبير عن شوقي اليك.
ربما وردة في عيدك تفعل ,
وربما انسياب المطر في الخارج يستطيع ذلك,
أو البرق الذي رأيته للتو يلمع في الفضاء المعتم.
أمي, هل تسمعينني؟
أنا متأكدة من أنك تفعلين...تدركين اشتياقي اليك وان خانتني الاحرف والكلمات والنقاط والفواصل.
للحب لغة ,ياأمي , تحاولها الكلمات زحفا اليها,لكنها دوما تسقط , كلما عودنا الكرة للوصول اليها.
نفعل ذلك مثل نملة تسقط من اغصان الشجرة ثم تعاود الزحف اليها.
أمي, لدي توق موجع الي حضنك.. يديك... قلبك الذي ما غادرته يوما, وصدرك الذي أذكر وميضه الجمري كلما تلهف لاحتضان رأسي.
أراك الان أمامي في هسيس الصمت في البيت , وأحس بحضورك...بكل ضوء وجهك,بعينيك اللتين تشعان حبا ووجعا لكثرة الشوق.
و أشتم رائحتك الامومية الشهية في انفي.
أعرف أنك قلقة علي ,فأنت وحدك من يقلق.
ورسائل الشوق والقلق تصلني دوما.
أشعر بزيارات روحك الدائمة لتطمئن علي, وأنا ما تعودت رحيلك بعد, رغم السنين التي مرت.
أمس في الصباح, نسيت رحيلك و ووضعت فنجانين من القهوة على الصينية , كعادتنا القديمة عند تناول القهوة الصباحية.
ثم تذكرت فجأة رحيلك.
وأعترف بأنني كثيرا ما أفعل ذلك بين وقت وآخر.
أتذكرين يا أمي كل تلك الحياة معا؟
أنا متأكدة من انك تفعلين , ومن أن روحك تتنفس هذه الذكريات ,مثلما افعل.
أتذكرين كم كنت تفرحين بعيد الأم ,مثل طفلة صغيرة فرحة بعيدها؟
أعرف أنك تنتظرين مني زيارتك في عيد الأم .
تنتظرين بفارغ الصبر لأهديك باقة ورد..لأكلمك وأخبرك عن حالي وأحوالي,
بل عن كل شيء يحدث في هذا العالم التافه الذي رحلت عنه.
أذكر كم كنت تحبين عيد الأم .
كنت تنتظرين مجيئه قبل ايام ,لتكوني على موعد معه .
تسألنني كم يوم عن موعده القادم , كي نحتفل بك.
كأن هذا اليوم كان يشعرك بوجودك الممحو لكثرة همومنا .
تشعرين فيه بزهوك وبيومك الخاص, ليكون لك يوم نجدد فيه حبنا لك,ولنؤكد لك هذا الحب .
نعم هذا كان كل ما يهمك في هذا العيد .
أن تشعري بأننا حولك, مثلما تشعر الدجاجة بامبراطوريتها العظيمة وهي تحتضن صيصانها تحت جناحيها.
أمي, أنا أتحدث معك لآن,ولا رغبة لي فيه الحديث الا معك.
المطر في الخارج يتحدث ايضا بقوة.
حباله الناعمة تتهادى في صلوات ايقاعية.
أشعر بحضورك في كل هذه الأشياء .
في الفراشة التي دخلت من النافذة منذ قليل, على غير عادة .
وفي الصمت الذي يطبق على البيت , وفي الخواء الذي تملأينه بحضورك الساطع.
الليل يا أمي يناديني للبقاء ساهرة طوال الظلام .
هذا الذي يغدو ضوءا قياسا الى الظلام العميق المحفور في نفوس البشر.
فماذا أفعل يا أمي , والمطر في الخارج يناديني أن أمشي تحته كي تروي لي الحياة سر سقوطها ,
ووميض البرق يخبرنا بالموت المفاجئ وتلاشي الضوء.
صخب الحب وحده يا أمي يخفف عنا وقع الموت .
أغنية الروح العميقة تستعيد كلماتها لمداواة الروح .
حضورك البهي في نخاع عظامي,وفي شوقي اليك احتضن مشاعري مثل حديقة محببة الى نفسي.
صوتك الغائب يا امي ينساب الي, عبر نغم موسيقى في الصمت .
يهز وجداني ويمس شفافية قلبي, وأنا اسمع ذلك اللحن القديم بيني وبينك, كأني أستعيد نسيجا حقيقيا داخلي وحنينا عابرا ينتابني حين أتذكر جمال حنانك.
ها أنا يا أمي كما ترين أمسح الظلمة في الخارج بعيني .
ارهف السمع افتش في الأعلى والأسفل , أبحث عن مفتاح , عن أثر , عن علامة تدل على أنك رحلت .. فأنا لم افقد الفرصة بعد للقياك.
أنت الآن تعرفين كيف تموت الأشياء , ومتى ينبغي لها أن تحيا,وكيف تبتعد وكيف تبقى.
وحده حبك يا أمي باق .
حبك كأنه محيطات اخرى من هذا الكون التافه.
العالم الآن يا امي يغرق في الجنون .
جنون العنصريات والمذهبيات وجنون التفرقة .
هل ترين كل ما يحدث وتتألمين؟
أتذكرين يوم قلت لي: كان للدنيا أم واحدة ,فلماذا كثرت الأمهات؟
أتذكرين كم تألمت من الحروب والدماء والقتل خوفا على أولادك وأوطنك ؟
أتذكرين كم قلت لي كثيرا :ليت الأمهات يعلمن اولادهن حب الوطن لا الظائفية ؟
أتذكرين كم توجعت من الحروب وكم تمنيت الحب لهذا العالم؟
لو تعرفين ما يجري اليوم.
أنا مثلك قلقة على أجيال اليوم والغد .
وأعرف أن لا شيء يفرحك في عيدك , سوى اختضان جميع ابناء البلد في حضن الوطن والأرض.
شدي على أيدنا أنت والأمهات جميعا يا أمي ولنصل كلنا لتكتمل الفرحة.
وأنا لم أفقد الأمل بعد في فرصة لقائك.
نجلا
الكلام خيانة للقلب ,وليتني أستطيع التعبير عن شوقي اليك.
ربما وردة في عيدك تفعل ,
وربما انسياب المطر في الخارج يستطيع ذلك,
أو البرق الذي رأيته للتو يلمع في الفضاء المعتم.
أمي, هل تسمعينني؟
أنا متأكدة من أنك تفعلين...تدركين اشتياقي اليك وان خانتني الاحرف والكلمات والنقاط والفواصل.
للحب لغة ,ياأمي , تحاولها الكلمات زحفا اليها,لكنها دوما تسقط , كلما عودنا الكرة للوصول اليها.
نفعل ذلك مثل نملة تسقط من اغصان الشجرة ثم تعاود الزحف اليها.
أمي, لدي توق موجع الي حضنك.. يديك... قلبك الذي ما غادرته يوما, وصدرك الذي أذكر وميضه الجمري كلما تلهف لاحتضان رأسي.
أراك الان أمامي في هسيس الصمت في البيت , وأحس بحضورك...بكل ضوء وجهك,بعينيك اللتين تشعان حبا ووجعا لكثرة الشوق.
و أشتم رائحتك الامومية الشهية في انفي.
أعرف أنك قلقة علي ,فأنت وحدك من يقلق.
ورسائل الشوق والقلق تصلني دوما.
أشعر بزيارات روحك الدائمة لتطمئن علي, وأنا ما تعودت رحيلك بعد, رغم السنين التي مرت.
أمس في الصباح, نسيت رحيلك و ووضعت فنجانين من القهوة على الصينية , كعادتنا القديمة عند تناول القهوة الصباحية.
ثم تذكرت فجأة رحيلك.
وأعترف بأنني كثيرا ما أفعل ذلك بين وقت وآخر.
أتذكرين يا أمي كل تلك الحياة معا؟
أنا متأكدة من انك تفعلين , ومن أن روحك تتنفس هذه الذكريات ,مثلما افعل.
أتذكرين كم كنت تفرحين بعيد الأم ,مثل طفلة صغيرة فرحة بعيدها؟
أعرف أنك تنتظرين مني زيارتك في عيد الأم .
تنتظرين بفارغ الصبر لأهديك باقة ورد..لأكلمك وأخبرك عن حالي وأحوالي,
بل عن كل شيء يحدث في هذا العالم التافه الذي رحلت عنه.
أذكر كم كنت تحبين عيد الأم .
كنت تنتظرين مجيئه قبل ايام ,لتكوني على موعد معه .
تسألنني كم يوم عن موعده القادم , كي نحتفل بك.
كأن هذا اليوم كان يشعرك بوجودك الممحو لكثرة همومنا .
تشعرين فيه بزهوك وبيومك الخاص, ليكون لك يوم نجدد فيه حبنا لك,ولنؤكد لك هذا الحب .
نعم هذا كان كل ما يهمك في هذا العيد .
أن تشعري بأننا حولك, مثلما تشعر الدجاجة بامبراطوريتها العظيمة وهي تحتضن صيصانها تحت جناحيها.
أمي, أنا أتحدث معك لآن,ولا رغبة لي فيه الحديث الا معك.
المطر في الخارج يتحدث ايضا بقوة.
حباله الناعمة تتهادى في صلوات ايقاعية.
أشعر بحضورك في كل هذه الأشياء .
في الفراشة التي دخلت من النافذة منذ قليل, على غير عادة .
وفي الصمت الذي يطبق على البيت , وفي الخواء الذي تملأينه بحضورك الساطع.
الليل يا أمي يناديني للبقاء ساهرة طوال الظلام .
هذا الذي يغدو ضوءا قياسا الى الظلام العميق المحفور في نفوس البشر.
فماذا أفعل يا أمي , والمطر في الخارج يناديني أن أمشي تحته كي تروي لي الحياة سر سقوطها ,
ووميض البرق يخبرنا بالموت المفاجئ وتلاشي الضوء.
صخب الحب وحده يا أمي يخفف عنا وقع الموت .
أغنية الروح العميقة تستعيد كلماتها لمداواة الروح .
حضورك البهي في نخاع عظامي,وفي شوقي اليك احتضن مشاعري مثل حديقة محببة الى نفسي.
صوتك الغائب يا امي ينساب الي, عبر نغم موسيقى في الصمت .
يهز وجداني ويمس شفافية قلبي, وأنا اسمع ذلك اللحن القديم بيني وبينك, كأني أستعيد نسيجا حقيقيا داخلي وحنينا عابرا ينتابني حين أتذكر جمال حنانك.
ها أنا يا أمي كما ترين أمسح الظلمة في الخارج بعيني .
ارهف السمع افتش في الأعلى والأسفل , أبحث عن مفتاح , عن أثر , عن علامة تدل على أنك رحلت .. فأنا لم افقد الفرصة بعد للقياك.
أنت الآن تعرفين كيف تموت الأشياء , ومتى ينبغي لها أن تحيا,وكيف تبتعد وكيف تبقى.
وحده حبك يا أمي باق .
حبك كأنه محيطات اخرى من هذا الكون التافه.
العالم الآن يا امي يغرق في الجنون .
جنون العنصريات والمذهبيات وجنون التفرقة .
هل ترين كل ما يحدث وتتألمين؟
أتذكرين يوم قلت لي: كان للدنيا أم واحدة ,فلماذا كثرت الأمهات؟
أتذكرين كم تألمت من الحروب والدماء والقتل خوفا على أولادك وأوطنك ؟
أتذكرين كم قلت لي كثيرا :ليت الأمهات يعلمن اولادهن حب الوطن لا الظائفية ؟
أتذكرين كم توجعت من الحروب وكم تمنيت الحب لهذا العالم؟
لو تعرفين ما يجري اليوم.
أنا مثلك قلقة على أجيال اليوم والغد .
وأعرف أن لا شيء يفرحك في عيدك , سوى اختضان جميع ابناء البلد في حضن الوطن والأرض.
شدي على أيدنا أنت والأمهات جميعا يا أمي ولنصل كلنا لتكتمل الفرحة.
وأنا لم أفقد الأمل بعد في فرصة لقائك.
نجلا
